هناك أدلة كثيرة على الترابط الوثيق بين ورشة البحرين التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية عبر جيوب دول خليجية، وبين جهود الضابط الإسرائيلي المتقاعد آري بن ميناشي لتلميع صورة الأنظمة العسكرية الانقلابية في كل من ليبيا والسودان، في إطار إدارة إسرائيل للعبة الدموية لإعادة تشكيل وتركيب الأنظمة في المنطقة بما يتماشى مع المصالح الصهيونية في الشرق الأوسط، وبين اللقاء الذي انعقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي لأميركا وروسيا وإسرائيل، الذي استهدف إعادة تركيب الأنظمة في المنطقة المحيطة بإسرائيل، سورية والعراق، بما يخدم إسرائيل كما حاولت فعله ورشة البحرين. ورشة أرادت استغلال الحاجة الاقتصادية للفلسطينيين المحاصرين ماليا وسياسيا، مقابل إطلاق يد التوسع الاستيطاني، لالتهام ما تبقى من الضفة المحتلة، بما يقضى كليا على كل احتمال لإقامة دولة فلسطينية ضمن ما يسمى بأكذوبة حل الدولتين.
إهداء ترامب مرتفعات الجولان لإسرائيل كان المقدمة فقط لضمان وجود نظام صديق لا بل موالٍ لإسرائيل في دمشق تحت الوصاية الروسية لقطع الطريق على إيران. ولكن ربما نسي صانع السياسة في واشنطن وتل أبيب الذي يمسك بمبضع الجراح لإعادة تقسيم المنطقة بما يخدم مصالح إسرائيل، ربما نسي، أن فلسطين والقدس تعتبر درة تاج أمة ضحّت بمئات آلافٍ من أبنائها من أجل حريتها.
ويعتقد المايسترو الصهيوأميركي، أنه حان الأوان لقطف ثمن الموت المنتشر في جنبات الأرض العربية في العراق وسورية وليبيا والسودان واليمن وغيرها من ساحات الفوضى الأميركية الخلاقة، عبر تفاهم أميركي روسي إسرائيلي، لرسم معالم الصورة النهائية لشكل فلسطين ما بعد تفكيك الوضع العربي في ضوء المصالح الصهيونية، إذ تتكفل روسيا بوضع الرتوش الأخيرة على الصورة السورية ما بعد الدمار، بمساعدة واشنطن وتل أبيب، بينما تتولى أميركا تحديد معالم صورة العراق والخليج وإيران، بمساعدة موسكو وتل أبيب، فيما تطلق يد إسرائيل لتصفية ما تبقى من الكيان السياسي للفلسطينيين عبر تخييرهم بين التجويع أو التسليم.
ويبدو أن إسرائيل نجحت، وبمساعدة موسكو وواشنطن وبعض العملاء العرب، بالعمل من خارج القانون الدولي، لتحديد وتوزيع الحصص من تفكيك المنطقة العربية، بعدما نجحت في تغيير تصنيفها من موقع العدو إلى موقع الحليف، وأقنعت بعض العرب بأن العدو هو إيران لا إسرائيل.
كما يبدو أنها نجحت في إيجاد منصات دولية من خارج الأمم المتحدة وجمعيتها العامة التي طالما خسرت فيها إسرائيل أمام الحق الفلسطيني لتقرير مصير العباد والبلاد العربية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: أين موقع ملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في بقاع الأرض من هذه المؤامرة الكونية التي تستهدف أرضهم وحقهم ومستقبل أجيالهم؟ فإذا كانت المؤامرة على تصفية وبيع القضية الفلسطينية كونية ودولية، ألا يجب أن يكون التصدي لها دوليا وكونيا أيضا، حيث الانتشار الكوني للاجئين الفلسطينيين في بقاع الأرض!
على سبيل المثال، أين صوت أكثر من أربعة ملايين فلسطيني في الساحة الأردنية المستهدفة بالرشوة الصهيونية الأميركية لتوطينهم والتنازل عن الوصاية الأردنية على المقدسات، لصالح الوصاية السعودية مقابل حفنة من المليارات؟ وأين صوت نحو نصف مليون لاجئ مغيب مقموع ومحاصر في لبنان، وليس لديهم ما يخسرونه في لبنان، إذ هم ممنوعون من التملك فيه أو حتى العمل؟
وأين دور أكثر من ستة ملايين لاجئ موزعين على قارات العالم الخمس، وبينهم آلاف من رجال الأعمال وأصحاب الملايين والاستثمارات، كما بينهم مئات الآلاف من القيادات والكوادر والكفاءات في شتى المجالات والتخصصات؟
اللاجئون الفلسطينيون عملاق نائم، رأسه في الأردن ويداه في لبنان وساقاه في سورية وجسده في القارات الخمس، عملاق نائم لا ينقصه المال ولا الكفاءة ولا العلم أو الخبرة، عملاق نائم لا ينقصه سوى قيادة تتقن فن تنظيمه وتوجيهه وتوظيف طاقاته الهائلة، ليس لإفشال كل الخطط والمؤامرات التي تستهدف تصفيته أو تذويبه فحسب، بل ليأخذ دوره الحاسم في معركة التحرير والعودة.
ويعتقد المايسترو الصهيوأميركي، أنه حان الأوان لقطف ثمن الموت المنتشر في جنبات الأرض العربية في العراق وسورية وليبيا والسودان واليمن وغيرها من ساحات الفوضى الأميركية الخلاقة، عبر تفاهم أميركي روسي إسرائيلي، لرسم معالم الصورة النهائية لشكل فلسطين ما بعد تفكيك الوضع العربي في ضوء المصالح الصهيونية، إذ تتكفل روسيا بوضع الرتوش الأخيرة على الصورة السورية ما بعد الدمار، بمساعدة واشنطن وتل أبيب، بينما تتولى أميركا تحديد معالم صورة العراق والخليج وإيران، بمساعدة موسكو وتل أبيب، فيما تطلق يد إسرائيل لتصفية ما تبقى من الكيان السياسي للفلسطينيين عبر تخييرهم بين التجويع أو التسليم.
ويبدو أن إسرائيل نجحت، وبمساعدة موسكو وواشنطن وبعض العملاء العرب، بالعمل من خارج القانون الدولي، لتحديد وتوزيع الحصص من تفكيك المنطقة العربية، بعدما نجحت في تغيير تصنيفها من موقع العدو إلى موقع الحليف، وأقنعت بعض العرب بأن العدو هو إيران لا إسرائيل.
كما يبدو أنها نجحت في إيجاد منصات دولية من خارج الأمم المتحدة وجمعيتها العامة التي طالما خسرت فيها إسرائيل أمام الحق الفلسطيني لتقرير مصير العباد والبلاد العربية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: أين موقع ملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في بقاع الأرض من هذه المؤامرة الكونية التي تستهدف أرضهم وحقهم ومستقبل أجيالهم؟ فإذا كانت المؤامرة على تصفية وبيع القضية الفلسطينية كونية ودولية، ألا يجب أن يكون التصدي لها دوليا وكونيا أيضا، حيث الانتشار الكوني للاجئين الفلسطينيين في بقاع الأرض!
على سبيل المثال، أين صوت أكثر من أربعة ملايين فلسطيني في الساحة الأردنية المستهدفة بالرشوة الصهيونية الأميركية لتوطينهم والتنازل عن الوصاية الأردنية على المقدسات، لصالح الوصاية السعودية مقابل حفنة من المليارات؟ وأين صوت نحو نصف مليون لاجئ مغيب مقموع ومحاصر في لبنان، وليس لديهم ما يخسرونه في لبنان، إذ هم ممنوعون من التملك فيه أو حتى العمل؟
وأين دور أكثر من ستة ملايين لاجئ موزعين على قارات العالم الخمس، وبينهم آلاف من رجال الأعمال وأصحاب الملايين والاستثمارات، كما بينهم مئات الآلاف من القيادات والكوادر والكفاءات في شتى المجالات والتخصصات؟
اللاجئون الفلسطينيون عملاق نائم، رأسه في الأردن ويداه في لبنان وساقاه في سورية وجسده في القارات الخمس، عملاق نائم لا ينقصه المال ولا الكفاءة ولا العلم أو الخبرة، عملاق نائم لا ينقصه سوى قيادة تتقن فن تنظيمه وتوجيهه وتوظيف طاقاته الهائلة، ليس لإفشال كل الخطط والمؤامرات التي تستهدف تصفيته أو تذويبه فحسب، بل ليأخذ دوره الحاسم في معركة التحرير والعودة.
from صحيفة العربي الجديد – صحيفة الزمن العربي الجديد https://www.alaraby.co.uk/opinion/2019/7/1/اللاجئون-الفلسطينيون-2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق