عملية تجميل للنقود - news

احدث المواضيع

Home Top Ad

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

عملية تجميل للنقود

اليابان تزين عملتها الورقية بالصور المجسمة، والشخصيات الرائدة، والأعمال الفنية المبدعة، إذا وقعت بين يديك ورقة نقدية من فئة الألف ين ياباني بعد بضعة أعوام ستطالع غالبا على أحد وجهيها صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد لأحد رواد علم الأحياء الدقيقة وعلى الوجه الآخر واحدة من أشهر أعمال الطباعة بقوالب الخشب في العالم المعروفة باسم" أوكييو إه". أما الأوراق النقدية من فئة خمسة وعشرة آلاف ين فستظهر عليها صورة ثلاثية الأبعاد لإحدى رائدات تعليم المرأة ورجل اشتهر بأنه أبو الرأسمالية اليابانية.
وأعلنت الحكومة اليابانية أخيرا عزمها إجراء عملية تجميل شاملة لمعظم فئات عملتها النقدية. فقد نشرت وزارة المالية في أبريل من العام الجاري التصاميم الجديدة لثلاث فئات من الأوراق النقدية الأكثر تداولا "فئة الألف، والخمسة آلاف، والعشرة آلاف ين ياباني" إلى جانب العملة المعدنية من فئة 500 ين، جمعت فيها بين أحدث تقنيات مكافحة التزوير وأشهر الأعمال الفنية في العالم وكرمت روادا ورائدات في العلوم والأعمال والتعليم. وستطرح الأوراق النقدية الجديدة التي يعاد تصميمها كل 20 سنة، للتداول في عام 2024 بينما ستطرح العملات المعدنية الجديدة قبل ذلك.
تصدر الأوراق النقدية الجديدة تكريم ثلاث شخصيات قيادية من القرنين الـ19 والـ20 أسهمت في نهضة اليابان الحديثة الأولى:
إيتشي شيبوساوا (1840–1931) أبو الرأسمالية اليابانية، الذي ستظهر صورته على الورقة النقدية من فئة عشرة آلاف ين، وهي الورقة النقدية الأوسع تداولا في اليابان.
وكان شيبوساوا قياديا اقتصاديا ورائد أعمال وأسس أول بنك في اليابان، إضافة إلى نحو 500 مؤسسة أعمال وهيئة اقتصادية، بما في ذلك بورصة طوكيو وعدة منشآت أعمال أخرى لا تزال قائمة. وكان بطلا كذلك على مستوى المجتمع المدني، حيث كان يؤمن بضرورة تغليب المصلحة العامة على تحقيق الأرباح، وشارك في تأسيس المئات من المؤسسات التي تدعو إلى الرفاهية الاجتماعية، والتعليم، وتبادل النقد الأجنبي. ومن أقواله إن الاقتصاد ليس له حدود وطنية.
أوميكو تسودا (1864 – 1929)، الرائدة في مجال تعليم المرأة، التي ستظهر صورتها على الورقة النقدية من فئة خمسة آلاف ين. وكانت تسودا في طفولتها في عام 1871 إحدى أوائل الطالبات اللاتي تم إيفادهن للدراسة في الخارج في إطار برنامج دبلوماسي حكومي، وكان ذلك بعد مرور عقدين فقط من انتهاء فترة عزلة اليابان التي امتدت لأكثر من 200 عام. وبعد عودتها إلى اليابان كافحت في سبيل حصول المرأة على التعليم العالي، وفي نهاية المطاف أسست عام 1900 واحدة من أولى كليات تعليم البنات في اليابان هي الآن جامعة تسودا.
شيباسابورو كيتاساتو (1853-1931)، الطبيب وإخصائي علوم الجراثيم، الذي ستظهر صورته على الورقة النقدية من فئة الألف ين. وكان "كيتاساتو" قد اكتشف العامل المسبب في العدوى المؤدية إلى الطاعون الدبلي، كما أسس "معهد الأمراض المعدية"، وأرسى قواعد الطب الحديث في اليابان. وقد رشح كيتاساتو لنيل جائزة نوبل في عام 1901 . بينما ستظهر على وجه العملات النقدية الجديدة صور لبعض الرواد في التاريخ الياباني، فإن الوجه الخلفي للعملة من فئة الألف ين سيبرز عملا فنيا إبداعيا ومؤثرا، ألا وهو اللوحة الفنية للرسام الياباني هوكوساي المعروفة باسم «الموجة الكبيرة" في كاناغاوا، التي تعد مثالا إبداعيا لنموذج الفن الياباني التقليدي المعروف باسم "أوكييو إه".
وبعد أن اكتملت هذه اللوحة المبهرة التي تصور موجة هائلة في المحيط في عام 1830 بذل الفنان جهدا مضنيا لتعزيزها بإدخال درجة جديدة من اللون الأزرق المعروف باللون "الأزرق البروسي"، المستورد من أوروبا في وقت كانت فيه اليابان معزولة إلى حد كبير عن بقية العالم.
ويظهر جبل فوجي في خلفية منظر أمواج الفنان هوكوساي المتلاطمة المصحوبة بزبد البحر في هيئة مخالب وهي تكسح مجموعة من الصيادين القابعين في قواربهم في مقدمة المنظر، مصورة بذلك مشهدا متحركا وساكنا في الوقت ذاته.
وانتقل كثير من رسومات هوكوساي في نهاية المطاف إلى خارج اليابان فأثرت في الفنانين في الخارج بمن فيهم كلود مونيه، وماري كاسات، وفنسنت فان جوخ. وستظهر صورة زهور الوستارية وصورة محطة قطار طوكيو التاريخية على الوجه الخلفي للعملة من فئة الخمسة آلاف ين وفئة العشرة آلاف ين، على التوالي.
وبينما يعكس الوجه الخلفي للورقة النقدية من فئة الألف ين حركة موجة هائلة في المحيط، فإن الوجه الأمامي للأوراق النقدية الثلاث الجديدة سيعرض حركة من نوع آخر عن طريق الصور المجسمة المتطورة ثلاثية الأبعاد. ووفقا لما أوردته وزارة المالية اليابانية فإن الصور المجسمة على الأوراق النقدية الجديدة، التي تدور حول نفسها لدى إمالتها قليلا، هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي.
وتتميز الأوراق النقدية المعاد تصميمها بعناصر أمنية إضافية جديدة منها علامات مائية ذات درجة عالية من الوضوح، وخطوط مجسمة، ورقعة ضوئية مجسمة. وستتضمن المواد المستخدمة في صنع الأوراق النقدية أليافا يابانية المنشأ.
على الرغم من أن الحكومة اتخذت إجراءات لتشجيع التعاملات المالية غير النقدية، إلا أن النقود لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة في اليابان مقارنة بغيرها من البلدان. وبينما يتزايد معدل استخدام المدفوعات بلا نقود فإن حجم العملة المتداولة آخذ في التزايد، وهو ما يرجع جزئيا لعادات الادخار. لذا لا تزال الحاجة قائمة، حسب ما ذكره ممثلو وزارة المالية، لمواصلة توفير عملة يمكن الاعتماد عليها بدرجة كبيرة. وهذه التصاميم الجديدة، حسب توقعاتهم، ستحقق هذا الهدف.

author: 
Image: 


from صحيفة الاقتصادية https://ift.tt/35ZLP5l

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Pages