التعامل مع الأزمات - news

احدث المواضيع

Home Top Ad

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

التعامل مع الأزمات

يواجه الواحد منا كثيرا من المواقف التي تدفعه إلى الخروج عن طوره وممارسة سلوك مختلف عما تعوده منه الآخرون. يأتي هذا في سياق عدم قدرة الواحد منا السطرة على أعصابه، وهذا الحد أساسه تجارب الحياة والتعامل مع المؤثرات مبكرا.
كلما كانت حياة الشخص محاطة بالصعوبات في بدايات حياته، تكونت لديه مجموعة مصدات يواجه بها تقلبات الحياة. هنا تنشأ أنواع مختلفة من الشخصيات بناء على المرونة والقدرة على التحكم. هذا حقيقي عند كل البشر، وهو ما ينصح به العقلاء عند تربية الأبناء، بحيث يكون المخرج الأسري قادرا على التحمل ومواجهة الصعاب.
حالة لا نستطيع أن ندعي انتشارها اليوم مع الأسف. إن الكم الكبير من الحماية التي توفرها الأسرة لأبنائها، تحرم الأبناء من مواجهة أي صعوبات، ما يحولهم إلى مكونات هشة قابلة للانكسار أمام أبسط المشكلات.
يمكن أن تكون ردود الأفعال هذه تعيد الواحد منا إلى حقيقته، خصوصا عند الحديث عن المتلونين الذين يتعاملون مع الآخرين بطريقة فيها كثير من المداهنة، حيث يخدع بهم أغلب من يتعامل معهم. هذا النمط موجود كثيرا في عالم العمل، حيث ينظر الواحد إلى العلاقات كمولدات للنجاح أو الفشل. حال مختلفة تسيطر في كثير من الأحيان في البيئات غير الصحية، حيث لا تهتم القيادات بالحقائق، وتبني علاقاتها واتصالاتها بشكل بعيد عن العناصر الإدارية والعملية، التي يجب أن تسود في مكان العمل.
يستمر الواحد في التعامل مع الآخرين بالطريقة التي يراها محققة لمصالحه، ويعتمد نجاحه - في الغالب - على قدرته في التلون مع الوضع القائم والتأقلم مع الاهتمامات التي تسود في مكان العمل. ثم تأتي الأزمات لتكشف حقيقة الأشخاص وهنا تظهر الصورة الحقيقية لكل واحد ويفقد القناع الذي يضعه أهميته لمصلحة الوجه الحقيقي، الذي قد لا يكون سيئا - بالضرورة - لكنه كان وسيلة يرى فيها الشخص نجاحه وتحقيق أحلامه وأمنياته.
حدث هذا حسب مقطع فيديو متداول لموظف بريطاني كان يحاول أن يكسب ود رئيسه بكل الوسائل التي كان أهمها في رأيه تقديم الهدايا، وإرسال الرسائل الودية لرئيسه، ليكتشف أنه أصبح خارج الوظيفة بسبب أدائه المتواضع. 
تعامل الرئيس كان من واقع الأداء الحقيقي وليس “التودد” الذي لا يضيف فائدة للعمل، ظهرت حقيقة الموظف حين امتطى الحفار الذي كان يعمل عليه ودمر به سيارة مديره الذي كان أفضل شخص في العالم قبل ساعة فقط “حسب الرسائل”.

author: 

علي الجحلي

Eng name: 
ali_aljhli
Image: 
Image: 


from صحيفة الاقتصادية https://ift.tt/2PcE6Le

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Pages