بعض الطيبين جعلت منه وسائل التواصل الاجتماعي شخصا متنمرا. هذه الحالة تتلبس الإنسان دون أن يشعر. وهذا ينعكس على نفسيته، والمفردات التي يستخدمها، والأفكار التي يطرحها، إذ يعتقد أنها مهمة بينما هي هامشية. والتعود على الحديث السلبي أمر ضار. ويدفع الإنسان مع الوقت إلى العيش بشخصية تختلف عن شخصيته في الواقع. ونحن لا ينبغي أن يستهلكنا الحديث عن السلبيات، وتجاهل الإيجابيات. خاصة في وقت يتم فيه السعي إلى تطويع حتى الذكاء المعرفي لاستهداف المجتمعات وتكريس الإحباط فيها من خلال تدليس الحقائق والأرقام.
الشخص الذي لا يجيد تقديم الإطراء والمدح والثناء لمن يستحق، يخوض معركة يومية مع نفسه، ومع محيطه. وهو بالمجمل شخص شقي، حتى من يحيطون به يشقون بسببه.
"واتساب" مثلا بيئة غنية بالرسائل السلبية، التي يتم تداولها بشكل فردي أو من خلال مجموعات عامة. وأنا عندما أشعر أن إحدى المجموعات يفتقد بعض من فيها إلى الإيجابية أغادرها فورا. لأن عبارة واحدة أو صورة من شأنها أن تسهم في تشكيل مزاجك، وتعطيه منحى إيجابيا أو سلبيا. وبالتالي لا داعي لأن تكون جزءا من مجموعة تفسد عليك يومك. وبعض الرسائل يتم تصميمها لإشاعة الإحباط، ويتناقلها البعض بحسن نية اعتقادا منه أنها موعظة أو نصيحة أو معلومة. ولذلك عليك أن تحدد من تتلقى رسائله وتقرأها، ومن تتلقى رسائله وتحذفها فورا، لأنه مثل حاطب ليل، مجرد ناقل يرى أن واجبه ومهمته في الحياة أن يشاركك بكل ما يصل إليه.
أحدهم يرسل لي يوميا نحو 20 رسالة بمحتويات متنوعة. وأغلبها مكرر. مثل هذا الشخص عادة ألجأ إلى حذف المحتوى الذي يصلني منه بشكل مباشر، ولأسباب اجتماعية لا يمكنني أن أطلب منه التوقف، وبالتالي فالتعامل معها بصمت أجدى.
باختصار، اجعل منصات التواصل الاجتماعي إيجابية ومفيدة. ابتعد عن متابعة أصحاب الأفكار المستفزة. وعش حياتك بسلام.
from صحيفة الاقتصادية https://ift.tt/32LDmlw
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق